نادي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نادي
نادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسة حول عرض مسرحية المنتحر

اذهب الى الأسفل

دراسة حول عرض مسرحية المنتحر Empty دراسة حول عرض مسرحية المنتحر

مُساهمة من طرف قطاف رضوان الخميس فبراير 26, 2009 3:06 pm

مسرحية المنتحر اقتبس نصها الأستاذ مالك العقون عن نص للكاتب نيكولاي ايردمان ، وخرجها للمسرح الوطني ، مع طاقم من الممثلين المحترفين ، خرجي المعهد الوطني العالي للفنون المسرحية ، وقام بإنجاز السينوغرفيا الأستاذ يحي عبد المالك .
وكما يقال " إن مصائب قوم عند قوم فوائد " هذا ما يتخلص على الأقل من قصة موت سليم البطل الذي كان فائدة لبعض السماسرة من اجل تحقيق أهدافهم الشخصية ، في الوقت الذي يكتسب فيه سليم مكانة مرموقة في وسط المجتمع ، خاصة عندما تصبح له أهمية بالغة لدى رجال الفن ، والثقافة والإعلام ، ذالك أن سليم توقف عن العمل لمدة سنة ، وهذا ما جعله يعيش التهميش من طرف جيرانه ، وفي أحدى الليالي وعندما لا يجد سبيلا إلى النوم يسأل زوجته عن العشاء ، وهذا مايؤدي الى شجار بينهما ، حيث يخرج سليم من الغرفة ويختفي ، حيث تعتقد زوجته انه يريد الانتحار ، فتخبر الجيران ، الذين حاولوا منعه . يتبنى فكرة الانتحار ليس لان اليأس قد نال منه وإنما لكون فكرة الانتحار قد سهلت من عيشه وأعطته مكانة ، ودورا اجتماعيا ، ونتيجة لهذا ، اندمج في محيطه من جديد ، وهنا يبدأ عرض مستمر لشخصيات غريبة ، تحاول الحصول عن موته من أجل خدمة مصالحها الشخصية ، والملفت للانتباه في العرض ، الذي أدى الدور الرئيسي فيه الممثل المحترف عباس محمد إسلام باقتدار ووقار ، ومجموعة الممثلين منهم فتيحة وراد ، وسعيدي مرزوق ، وسلامي عمر ، وياسين زايدي ، وحجلة خلادي ، ونسرين صبرة بلحاج ، وفضيل عسول ، و بلغياط ريضا ، وبراهيم شرقي ، وفرحات بن يزى ، وحميد بوحايك ، ومحفوض بركان , وعلي ثامرت ، حيث لم يكونوا دون البطل ، وهذا ما جعل العرض المسرحي يجري بدقة ، من حيث الإيقاع والحركات ، والأداء ، والإضاءة ، ويأتي هذا نتيجة حسن اختيار المخرج للمثلين كل في مكانه ، وكذالك اختيار التقنين الذين استطاعوا من خلال مهارتهم تحويل العرض إلى مساحة متناغمة توحي بالعديد من الدلالات الفنية ، لتصبح فيما بعد قيادة العرض مثل قيادة فرقة سيمفونية ، أنما بلغة يشترك فيها الممثلون والتكوينات البديعة في فضاء مسرحي شاعري أنيق ، حيث جاءت حركاته مدروسة بإمعان وإتقان ، الأمر الذي جعل قاعة المسرح الوطني تغوص في صمت عميق من بداية العرض حتى نهايته وهذا من اجل اكتشاف المعدلة التي رسمها المخرج .
صمت ثقيل ربما بث الخوف والتوجس في قلوب المؤيدين ، لم يصفق الجمهور خطأ ، كما يجري أحيانا بين لوحات العروض المسرحية ، بل استقبل العرض بكامله ، ونغمس الحضور في حضوره ، ثم كانت حماسة الجمهور أكبر مما كنا نتصور من قبل ، أمام عرض مسرحي صرف فيه كلام ينضج بالحكمة ، كما فيه صور تعبيرية تنضج بالحيوية والفن ، وهذا بفضل المخرج الذي سار على خطوات مسرحيون عالميون ، هذا بالتأكيد ، وإذا كنت أتمنى أن أشاهد تنويعا أخر لانتصار مالك العقون ، من الممكن أن يكون حققه من قبل في عروض لم تتح لي فرصة مشاهدتها . مع أن التحدي الصعب مع الموهبة الحقة سيفتحان أفاقا أوسع لتجربة هذا الفنان الفريدة ، وهذا في الجمع مابين احتراف الإخراج والاقتباس ، للأسف الشديد فإن هذا الطراز نفتقده ، وعندما يقاربه بعض المسرحيين يفعلون بانتقائية ومحاكاة واستعارات أجنبية تجعل الحصيلة كوكتيلا غير متجانس النكهة واللون والرائحة ، والهدف هو العبث الفني من اجل إبهار العديد من المهتمين بالثقافة ، وليس التعبير الفني للتواصل مع جمهور عريض يتطلع شوقا إلى مسرح جديد ، ونستطيع القول في الأخير أن مسرحية المنتحر هذا العرض الجميل بعث نشوة روحية حقيقية في النفوس ، وليس بوسعنا سوى ان نرفع له إبهامينا معا متمنين لمخرجه مالك العقون وطاقمه مزيدا من الانتصارات في ميدان الفن الرابع .
____________________________
الكاتب السيد: عقيدي امحمد
قطاف رضوان
قطاف رضوان

عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى