نادي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نادي
نادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طلعت السماوي يصرح لـ «الوطن»: الرقص الدرامي رف فارغ في المسرح العربي يجب أن نملأه!!

اذهب الى الأسفل

طلعت السماوي يصرح  لـ «الوطن»: الرقص الدرامي رف فارغ في المسرح العربي يجب أن نملأه!! Empty طلعت السماوي يصرح لـ «الوطن»: الرقص الدرامي رف فارغ في المسرح العربي يجب أن نملأه!!

مُساهمة من طرف قطاف رضوان السبت سبتمبر 26, 2009 9:35 pm

العراق هو أكثر البلدان العربية التي هاجر منها شبابها باكرا ومنذ سنين طويلة ليتوزعوا في البلدان الأخرى كان أكثرها الأوروبية. ولأسباب كثيرة أهمها الامتداد العميق للجذور الحضارية لهذا البلد في التاريخ، وللإحساس الأولي والطويل بتجربة الغربة نجد محاولات جادة وقيمة في تقديم النضج في التجارب الفكرية الفنية والإبداعية منهم طلعت السماوي العراقي المقيم منذ عشرين سنة في السويد ويشتغل على الرقص الدرامي في المسرح والذي لاحظ بأنه غير موجود في مسرحنا العربي، فكان مشروعه «خطوة المستقبل» الذي تقدم به إلى المعهد السويدي- الخاص- مستغلا المنحة الثقافية الموضوعة من قبل الدولة السويدية والمخصصة للعراق من أجل إقامة ورشة عمل لتطوير ملكات الطلبة العراقيين في موضوعة الورشة «الجسد والصورة في فن الخشبة الحديث» وبسبب الظروف الخاصة التي يعيشها العراق كان الاقتراح أن يكون في سورية، وتكتسب هذه التجربة خصوصيتها على أكثر من مستوى، فهي الأولى من نوعها التي تستمر لمدة شهر كامل يلتقي فيها طلاب مسرحيون من مختلف الدول العربية أهمها العراق ويتلقون دروساً منهجية في بناء الجسد والرقص الدرامي من أساتذة مختصين وذوي خبرة تمتد لعقود من بينهم الإيطالي «روبورتو سانتي» الذي كانت له مشاركة في فيلم آلام المسيح مع «ميل جيبسون»، وسيقدم للطلاب خبرة تفوق الأربعين سنة في الكوميديا ديلارتي، أيضاً المخرج المخضرم والمعروف في المسرح الغنائي في أوروبا البريطاني «فارون موند»، ونتيجة ما تعلمه الطلاب من هذه الورشة سيقدمون عرضا في نهاية الورشة. التقى جمهور المسرح مع طلعت السماوي في مهرجان دمشق المسرحي الماضي في عرضه المونودرامي الراقص «بعد الطوفان» والذي عاد فيه «طلعت السماوي» باستخدام كل الوسائل الفنية والتقنية من موسيقا وشاشة عرض وديكور وموسيقا لكي يعود بالمشاهد إلى خمسة آلاف عام من الحضارة تمتد على أرض العراق، والذي قدمه قبلا في السويد..

خطابك الفني نال احترام الغرب رغم اعتمادك على مفردات الحضارات القديمة التي مرت على أرض العراق، وعلى الموروث الثقافي العربي؟
أنا ابن تاريخ عريق وجذور وهذا الإحساس لا يتم إلا بالقراءة والاطلاع والتأمل والحب. وأنا الآن وبعد غربتي وعيشي في الخارج أمثل نموذجاً من التعدد الثقافي الذي أؤمن به ولكن من خلال القدرة على اللقاء مع الآخر من منطلق جذوري وهويتي وثقافتي والموروث البيئي الخاص بي والمختلف عن مجموعة الجنسيات التي تعيش في السويد والتي تفوق الثمانين جنسية. وكان السؤال: كيف نخلق هذا اللقاء الذي يتم عبر 3 نقاط اشتغلت عليها: اللقاء – الحوار- إيجاد طرق العمل. وهي في التطبيق معقدة جداً لأن هناك اختلافات كثيرة في اللغة، في المفاهيم والطرح، اختلاف بالأديان وغيرها حتى في الأكل والشرب.. لكن الحياة وجدليتها وتطورها مبنية على هذا التنوع والاختلاف.. أنا لم أستفد من العرب اليوم أي شيء ولكن ما يجعلني أصر على تمسكي بمجتمعي هو الحب الكبير والاحترام لتاريخي وموروثي الحضاري..

- ماذا تسعى من وراء هذه الورشة ومن هذا اللقاء؟
«خطوة المستقبل» بدأت أخطط له في 2007 كان لتطوير ملكات الشباب المسرحيين في العراق، لكن الموضوع أخذ أبعاداً أكثر من ذلك فهوية العراقي الآن حدثت لها هزة في نظام الدولة والدستور وكل ما يتم الآن في العراق ليس له أي ملمح عراقي أو عربي لذلك طرح السؤال «من أكون؟» كضرورة وبقوة وهذا ممكن من خلال لقاء الشباب العراقيين مع الشباب العرب من الوطن العربي الذين ينتمون لنفس العمر والتجربة ولكن بأحلام مختلفة ونظرة مختلفة عن المغرب العربي وسورية فتكون معايشة جميلة وفرصة للتعرف وفسحة للتأمل بالكثير من الأشياء. أيضاً يأخذ الطلاب دروسا خلال أربعة أسابيع مع مختص أجنبي؛ إيطالي، بريطاني، وسويديتين ومساهمة من الدكتور محمد قارصلي؛ سيحاضرون بمواد مختلفة وأنا أدربهم كل يوم رقص وموضوعة الجسد والصورة في فن الخشبة لذلك فكرنا بإنتاج عمل لكي لا يذهب مجهود هذا الشهر، يكون ثمرة طلابية وليست احترافية هدفها كيف نلتقي ونعمل معا نحن كشباب؟ عرب حيث لا حواجز في اللغة والتعاطي مع الكودات التي نفهمها وتختلف عندما اشتغل مع الأجنبي، لما بيننا من تقاسم في التراث والثقافة ويشترط بنا لكي نشتغل أن نمتلك الرغبة والإرادة...

- سنتوقف عند «الجسد والصورة في فن الخشبة» وكيف اشتغلت على هذين المفهومين؟
يتدرب الطالب على عدة أشكال منها المسرح الموسيقي والغنائي كوميديا ديلارتي، من التي ستخلق تقاربات وتوازنات حول مفهوم الجسد الذي يشكل جزءاً من الصورة التي تأخذ أبعاداً أكبر.. الجسد هنا كأداة وجزء من تشكيل هذه الصورة. وهو الأداة التي نملكها ونعيش معها. ويرتبط وجود الجسد بوجود الطاقات الأخرى الإنتاجية والحياتية، وبالانتقال للعمل على البعد الآخر، تأتي موضوعة الصورة عندما يأتي الجسد ويشتغل بمنطقة فن المسرح على خشبة لذلك نبحث عن أساليب وتقنيات لتطوير هذا الجسد، فكلنا نشترك إنسانيا بامتلاك الأجساد ولكن التعامل مع الجسد يختلف من ثقافة إلى أخرى، فالأوروبيون تقدموا علينا كثيراً في هذا المجال وفي نفس الوقت يجب أن أبحث في هوية الجسد عندنا وأين هي نقطة الضعف والقوة وأين أدوات التعبير؟ وقوة التعبير في هذا الجسد بخصوصيتها الثقافية وهويتها.. الجسد هو البطل الأول ولغة التعبير الرئيسية في مختبرنا الفني.. والصورة هي كل فضاء فيه جسدنا أو يحمل صور أجساد أو أجسام أخرى وعندما ننتقل إلى فن الخشبة هنا يبدأ الجدل في عملية التبادل والتداخل كيف يكون الجسد قادراً على أن يتأثر ويؤثر؛ يتفاعل وينفعل مع عناصر الفضاء المحيطة حوله، تلك الجدلية بين الجسد والصورة وميزانسين خشبة المسرح والفضاء. وبما أن الجسد دائماً متحول ومتغير والصورة ثابتة على خشبة المسرح نحاول قدر الإمكان ألا نسقط في منزلق ثبات الصورة إنما نحركها ونضفي عليها تحولات منسجمة متناسقة مع تحولات الجسد ضمن طبيعة العمل. في دروس الجسد نشتغل على تكنيك الجسد المجرد معزولا عن الفضاء والمحيط من دون قوة جمالية وكيف سنحول كل عضلة وحركة من مادة جامدة إلى طاقة ولغة كجزء من السينوغرافيا..

- عملتم على ثيمة السقوط الذي حمّلته أكثر من بعد في العمل الذي نتوقع أن نراه كختام لورشة؟
دائما أقول إنه من النجاح أو السعي إلى النجاح أن نرى عيوبنا ومشاكلنا ونحن الآن في مرحلة سقوط القدس، بغداد، غزة، وهناك بلدان كثيرة محتلة اقتصادياً من خلال قوانين وعقود وشركات وغيرها من التي هي أبعد من الاحتلال العسكري، كل أشكال هذا الاحتلال سقوط ماذا نفعل؟ أعتقد أنه يجب أن نذهب فوراً للأزمة ونناقشها ولا نذهب للكبرياء لأن كبرياء الخسران سلبي ويؤخر عملية الخروج من الأزمة، علينا أن نبحث عن سبل وطرق للنجاح على مستوى عام والمسرح يعكس هذه الصورة وهذه الحالة لأن المسرح ليس عنده مشروع سياسي فهو لا يحضر القمة ولا المؤتمرات العربية، وخاصة أن جمهور المسرح قليل.. في مجالي أقدم الرقص الدرامي، أبحث عن نقطة أساسية وهي ملء الرف الفارغ في ثقافتنا العربية في مجال الرقص الدرامي فهو فارغ من الأساتذة المتخصصين وهذا يتطلب رعاية من المؤسسات الكبيرة ليصبح مشروعاً على مستوى دولة وقرار رسمي ثقافي في مشروع توفير مستلزمات هذا النوع من الفن كمكان التدريبات لأن الاشتغال على الجسد وبناءه من أعقد الأعمال. وهذا الرف يجب ألا نتركه فارغاً، نمليه بالورشات والأعمال والكتب ونكون فرقاً متعددة لها وهذا يلزمه قرار من مستوى عالٍ وأنا كفرد متخصص أحاول أن أضع جزءاً بسيطاً في هذا الرف.

المصدر جريدة الوطن الجزائرية يوم: 18/09/2009
قطاف رضوان
قطاف رضوان

عدد المساهمات : 117
تاريخ التسجيل : 27/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى