نادي


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نادي
نادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

((التشابيه)) مسارح التعزية .... لـــ أسامة السلطان

اذهب الى الأسفل

((التشابيه)) مسارح التعزية .... لـــ أسامة السلطان Empty ((التشابيه)) مسارح التعزية .... لـــ أسامة السلطان

مُساهمة من طرف أسامة السلطان الخميس يناير 15, 2009 1:45 pm



المسرح ذلك الفن الأبرز المسيطر على الحركة الثقافية في العالم ، ليصبح جنسا أدبياً فعالا فيها ، وفنا خالصا جلياً من جهة أخرى ، ولما لا؟ وهو يسمى أبو الفنون لما يحتويه على كل أشكال الفنون وأنواعها من موسيقى وتشكيل وخط وزخرفة وسينما ورقص إلى أخره خطوط وألوان وأشكال وتكوينات والاهم من ذلك هو خطاب معرفي رسالة تصل إلى المرسل إليه يد بيد مغلفة بالمتعة ومعطياتها يحترم الإنسان ويقدسه ويبذل العاملين فيه كل ما بوسعهم لإيصال تلك الظروف الجمالية والمعانية له .
والمسرح لا يسمى مسرحا إلا إذا تكاملت فيه شروطا وعناصر نعرفها جميعا أهمها الموضوعة (الرسالة)والمتلقي (المرسل إليه) والمشتغلين فيه (سعاة البريد) والمكان ومحتوياته .

وبما إننا نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام في الواقعة الأليمة(واقعة ألطف) التي حدثت على ارض كربلاء والتي تناولها خيرة الرواة والمفكرين في العالم الإسلامي وغير الإسلامي منهم المهاتما غاندي حين قال (تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر ) فانتصر فيها الدم على السيف في تثبيت دعائم وقيم ومنهج الإسلام الحنيف فقال في ذلك الحسين (ع) ((إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )) ولهذا أصبحت ذكرى تلك الملحمة الخالدة واقعة نستذكرها كل عام في شهر محرم الحرام حيث تقام المآدب وتعلق الرايات وتنتظم بشكل يومي المجالس الحسينية للتعريف بها وفوائدها وأهدافها وغايتها وكيفية نهل العبر والدروس منها ، كذلك يقام طقس آخر هو مسارح التعزية (التشابيه) تلك المسرحيات التي تحكي قصة الاستشهاد المروعة من خلال الرواة وجمهرة من الناس كممثلين ، يقول الكاتب الانكليزي (لاندو) في كتابه الموسوم تاريخ المسرح العربي عن هذه الأعمال (( تعتبر مسرحية التعزية صورة أخرى لمسرحية الأسرار أو مسرحية العاطفة الفارسية ، كما تعتبر صورة من صور مسرحية الآلام المسيحية التي كانت تقدم خلال العصور الوسطى والتي انتعشت في أوربا وأمريكا خلال القرن الثاني عشر ، فإذا استثنينا مسرحيات الأسرار المصرية القديمة فان مسرحيات التعزية تعتبر أولى المسرحيات في الشرق من ناحيتي الشكل والمضمون وهي من بقايا فارس الزرادشتيه التي قهرها الإسلام )) .

لقد مثلت هذه المسرحية ومازالت تمثل اغلب الأحيان في الهواء الطلق ، يتميز ديكورها نصف الواقعي ونصف الرمزي بترفه وغناه ، وبأزيائها الواقعية ذات الدقة التاريخية ، كما يمثل الشخصيات الرئيسية في الغالب رجال دين والشخصيات النسائية رجال ، تخفى وجوه آل البيت بقطعة قماش بيضاء احتراما لتلك الشخصيات.

مع الاعتماد على بقية الممثلين من عامة الناس والذين يعتبرون مشاركتهم في تلك الأعمال شكل من أشكال العبادة والتقرب إلى الله بذكر مصيبة آل بيت نبيهم وليس لهم أدنى معرفة بتقنيات وحرفة الممثل المحترف ولذا ينزع إلى الخطابة في الحوار والمبالغة بالايمائة فيتركوا تأثيرا عميقا لدى المتفرج من حيث استدرا عاطفته ، وبما أنهم يقيموا هذه العروض في الساحات العامة تكون الخيول الحقيقية والجمال ركابهم ، إضافة لأستخدم النيران ببعض مشاهد حرق الخيام ، وتعتبر تلك المسرحيات العروض ذات الطبيعة المأساوية الوحيدة في المسرح العربي .
أسامة السلطان
أسامة السلطان

عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
العمر : 55
الموقع : usama_director@yahoo.com

http://usama2319.jeeran.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى